رحلتي مع الخيول البرية على ضفاف بحيرة هنترسي .

خلف كل صورة حكاية لم يستوعبها الاطار , بعضها حكايا حزينة و بعضها جميلة تتمنى لو ان ترويها للجميع .

ظروف قصتي اليوم جميلة جداً و مازلت اعيش تأثيرها رغم مرور اكثر من سنة و نصف عليها ومازلت اشعر بذلك الاحساس الجميل الذي رسمته صورتي .

” يقال ان التصوير هو عملية ايقاف الزمن عند لحظة معينة !!

لذلك لا تتوقف عند الاوقات الحزينة “

استيقضت في صباح يوم ممطر في زيلامسي لا تسمع فيه الا هدير المطر و صوت العصافير المختبئة تحت غصون الاشجار , كان يوماً جميلاً لا يمكن ان تستيقظ فيه بمزاج سيء ابداً .

في ذلك الصباح لم افتح جوالي كالعادة و اتفقد وسائل التواصل الكئيبة بل نهضت مسرعاً نحو شرفتي لأتفقد جمال الجو و الطبيعة و استمتع بهذه اللحظات .

تناولت افطاراً سريعاً بفندق ( غرونر باوم ) و اتجهت مباشرة لأرى بحيرة زيلامسي في هذه الاجواء . 

التقطت بعض الصور و كان هذا واحد من المقاطع التي صورتها في ذلك اليوم .

لم يكن في بالي برنامج محدد و لكن تذكرت فجأة نصحية صديق قال لي ” اذا صادفت امطار في زيلامسي توجه مباشرة لزيارة بحيرة هنترسي ” فهي ستكون في ابهى حالاتها و ستنهمر جبالها شلالات تسر النظر .

لم اتردد للحظة و اخذت سيارتي منطلقاً الى بحيرة هنترسي الجبلية الواقعة قرب قرية مترسيل و تعتبر من ضمن محيمة Hohe Tauern اكبر محمية طبيعية في النمسا .

في الطريق قاومت التوقف عند كثير من المناظر الخلابة و ركزت على طريقي رغم كل المغريات الجميلة التي تدعوك للتوقف .

كان انجاز قياسي ان اقود سيارتي دون التوقف بجانب الطريق و كلما ركزت في قيادتي اكثر كلما ازدانت الطبيعة اكثر حتى وصلت اخيراً للبحيرة . 

هنا بحيرة هنترسي :

كانت البحيرة هادئة في الصباح الباكر لا يوجد احد .

بالفعل لا يوجد احد سواي انا و بعض الخيول البرية التي اراها من بعيد .

كنت اشعر بخوف من الاقتراب من هذه الخيول فقد تكون خيول وحشية و اخذت التقط لها الصور من بعيد و اكملت التجول حول البحيرة الهادئة بعيداً عن الخيول .

البحيرة كالمرآة تشاهد فيها انعكاس كل شي حولك .

قررت الاقتراب من الخيول اكثر .

بعد لحظات اقترب احد الاشخاص من المكان و اقتربت الخيول منه و اخذ يلاطفها و يحضنها .

سبحان من جعل بينهم ألفة .

التفت إلي و القى تحية الصباح “غوتن مورقن” و استأذنته في التصوير و سألته عما اذا كانت هذه الخيول متوحشة ؟

اجاب كلا لا يمكن ان تكون هذه المخلوقات خطيرة ابداً و اعطاني تفاحة و قال لي يمكنك تجربة اطعامها بنفسك .

استغربت من الموضوع ان الخيول تأكل تفاح , هذه معلومة جديدة استفدتها من السفر فالسفر اكبر موسوعة تتعلم منها كل لحظة شي جديد لم تكن تعرفه .

سألته عن نوع الخيول ؟

 اجابني ان بعضها خيول من سلالة عربية وصلت للنمسا قبل حوالي 500 عام و هناك انواع مختلفة . 

انا : كم سعر الخيل ؟

هو : استغرب من سؤالي و حاول ان يشرح لي انها ليست للبيع و لا يمكن تسعيرها .

الصراحة صدمني الرد و اخجلني و عرفت ان لتلك الخيول مكانة كبيرة لا تقدر بثمن .

المهم اني تشجعت و اقتربت من الخيول اكثر حتى حصلت على هذه الصورة.

و هذا مقطع صورته بالجوال :

خلاصة زيارتي لـ بحيرة هنترسي :

بحيرة هنترسي في نظري من اجمل الاماكن الطبيعية في اوروبا و هي معروفة لمحبين رياضة المشي الطويل “Hiking” و اذا زرتها في توقيت مناسب ستراها جميلة في عيونك .

“حبك للمكان و متعتك فيه تعتمد كثيراً على جمال الاجواء .”

هذه كل شي و اريد التنبيه انه يوجد بحيرتين بنفس الاسم هنترسي النمساوية و هنترسي الالمانية و هذه هي البحيرة النمساوية التي تقع غرب زيلامسي بــ 38 كيلو على ارتفاع 3838 عن مستوى سطح البحر يمكن المرور عليها مع شلال كريمل حيث انها تقع على نفس الطريق .

اذا كنت من محبي ركوب الخيل هنا تجد افضل اسطبلات الخيل في النمسا .

احداثيات بحيرة هنترسي النمساوية :